فلسطين: سيادة النائب، فى البداية نحب أن نسألك عن سر تأخر شهادتك عن تلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر رغم مرور نحو ربع قرن على ترككم لموقعكم كنائب للرئيس.
لشافعى: لقد أدليت بشهادتى من قبل للعديد من الصحف، لكن شهادتى للتليفزيون هى التى كان لها الوقع الأكبر. كما أننى شعرت بأن الأجل قادم، فقررت تقديم شهادتى للأجيال القادمة. لقد أردت أن أسهم فى تعميق الانتماء لدى الشباب، وأن أنتشل بعضهم من حالة السلبية التى يعيش فيها.
فلسطين: ولماذا كانت شادتكم لتليفزيون الجزيرة، وهل أنت راض عن ذلك؟
لشافعى: نعم، أنا راض تماما. والواقع أننى لم تتح لى الفرصة فى التليفزيون المصرى.
فلسطين: والحلقات التى سجلتموها مع قناة النيل للأخبار؟
الشافعى: كان هذا بعد إذاعة حلقات قناة الجزيرة. وللأسف أجروا الحوار على حلقات، تم تفريغها من مضمونها. أما قناة الجزيرة فقد أخرجت الحلقات بشكل رفيع. وللعلم، فقد أديت بشهادتى لهم بدون مقابل سوى درع تذكارى.
فلسطين: البعض ممن شاهدوا حلقات الجزيرة قالوا إنك تعمدت الإساءة للجيش المصرى.
الشافعى: بالعكس. أنا مجدت بطولات الجيش المصرى. هذه هى الحقيقة. لقد قلت إن الاعداد الذى تم للجيش بين عامى 1967 و 1970، هو الذى مهد الطريق أمام انتصار الجيش والعبور فى 1973. الجيش المصرى تحمل الكثير، وحائط الصواريخ وحده كان نتيجة جهد جبار، وكان يتكلف مليون جنيه يوميا بأسعار تلك الأيام. وهذا الحائط هو الذى أصاب إسرائيل بالجنون، ودفعها إلى ضرب أعماقنا فى بحر البقر. لقد كانت كل عملية ناجحة ينفذها الجيش نتيجة جهد جبار. لقد مدحت الجيش المصرى، ومدحت رجاله، ومعجزته فى العبور بأقل الخسائر.
فلسطين: قلتم من قبل أن هزيمة 1967 كانت نتيجة مؤامرة فما هى حقيقة هذا القول؟
الشافعى: نعم. لقد حدثت خيانات متعددة، ومؤامرات. وعلينا أن نعيد فتح ملفات 1967 لنعرف الحقائق ونعيد ربط جملة من الشواهد، لنصل إلى الحقيقة. بداية من تسرب الشفرة، وحتى طائرة المشير عامر التى كانت تحلق فى سماء مصر أثناء الضربة الجوية. هناك ملفات كثيرة، لابد من فتحها.
فلسطين: أكدتم أيضا أن الرئيس السادات كان عميلا للمخابرات الأمريكية .. فما هو دليلكم على هذا؟
الشافعى: لست أول من قال هذا. صحيفة الهيرالد تريبيون نشرت هذا الكلام. وهى ذكرت أن السادات كان عميلا للمخابرات الأمريكية، وأنه كان يتقاضى مرتبا على ذلك منذ الستينيات. وقالوا إن الذى جنده هو المليونير كمال أدهم. وهذا الموضوع نشرته الجريدة فى 25 فبراير 1977، وقالت فيه أن كمال أدهم كان يمد السادات بمرتب ثابت مقابل الحصول على أدق تفاصيل ما يحدث فى مصر. والسادات لم ينف هذا، ولم يحاول اللجوء للقضاء كما فعل حاكم عربى آخر ورد ذكر أسمه فى نفس المقال.
فلسطين: وما هو رأيك فى زيادة السادات للقدس عام 1977؟
الشافعى: الخيانة ظهرت مبكراً، ظهرت قبل تلك الزيارة. هرولة السادات واستجدائه للسلام بدأت قبل ذلك بكثير. لقد قال السادات أثناء الاحتفال بانتصار أكتوبر فى مجلس الشعب إنه مستعد للذهاب إلى أى مكان فى العالم من أجل السلام. وأضاف إنه يريد ذلك لحقن دماء جنوده وأبنائه. وبدلاً من أن يلقى خطبة حماسية ترفع معنويات الجنود لاستكمال التحرير، قام بإلقاء دش بارد على الجميع.
فلسطين: وماذا فعلت بعد زيارته للقدس؟
الشافعى: أصدرت أنا وسبعة من أعضاء مجلس قيادة الثورة بيانا نبهنا فيه إلى مخاطر ما جرى، وما يجرى.
فلسطين: البعض يقولون أنه لولا مبادرة السادات، ما عادت سيناء إلى مصر.
الشافعى: هذا افتراض ضيق الأفق. لقد أعطونا سيناء لإثبات حسن النية. ولكنهم أخذوا الجمل بما حمل لقد دخل الإسرائيليون معركة السلام، ودخلوا إلى مصر. وافسدوا كل شئ، من الثقافة إلى الطعام، وأصبحت سيناء منزوعة السلاح. لقد شلوا يد مصر وجعلوها فى موقف العاجز عن مواجهة أى عدوان إسرائيلى على العرب. إنهم يريدون ابتلاعنا.
فلسطين: يقولون إن السادات كان سابقا لعصره.
الشافعى: فعلا. كان السادات سابقا لعصره فى الخيانة.
فلسطين: لقد أبعد الرئيس عبد الناصر السادات ثم أعاده مرة أخرى.
الشافعى: بالفعل. عندما هاجم السادات مبادرة روجرز. وكان عبد الناصر فى الاتحاد السوفييتى، وعند عودته ونزوله إلى أرض المطار، قال موجها حديثه للسادات "إيه اللى أنت عملته ده.. اتفضل اقعد فى بيتكم".
فلسطين: لماذا لم تشارك فى جنازة الرئيس السادات؟
الشافعى: لأن الله سبحانه وتعالى قال: "ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، ولا تقم على قبره".
فلسطين: يقال أن السبب هو حقدك على السادات لأنه أبعدك عن موقعك كنائب لرئيس الجمهورية.
الشافعى : هذا غير صحيح.
فلسطين: إذن لماذا تصر على القول بأنك مازلت نائبا لرئيس الجمهورية، ولم يصدر قرار بإقالتك.. وأنك لم تتقدم باستقالة؟ الشافعى: قلت ذلك على سبيل الأمانة التاريخية. هذه معلومة لا مجال للتلاعب فيها. وأنا شارفت على الثمانين، وليس لى أى مطمع أو غرض شخصى. فلسطين: هل يمكن أن يستعيد العرب قوتهم، وقدرتهم على إدارة الصراع، فى ظل الهيمنة الأمريكية؟ الشافعى: الله هو رب الكون وليس أمريكا. ولو كنا نخاف لما دخل الرسول حروبه ضد المشركين، وهم أقوى. ولما حاربنا الإمبراطوريات الكبرى. أمريكا ليست نموذجا يحتذى به فى القوة، لأنها قوة غاشمة، حاقدة. والقوة التى نعرفها نحن هى قوة الرحمة.
"فلسطين" ، تحيي حسين الشافعي لمواقفه الجريئة وتشكره لهذا اللقاء الساخن
هناك تعليقان (٢):
البقيه في حياتك
والله يلهمك الصبر
وما نجيش لك في حاجه وحشه
والله يرحمه
واسكنه الله فسيح جناته
ودمتم
دومتى ابقى جربيها طعمها حلو
ههههههه
إرسال تعليق