حركة الناصريين المستقلين-المرابطون
تحمل برنامجاً لمواجهة المشروع الصهيوني "ولا يخلو من الطموح السياسي"لعبت حركة "الناصريين المستقلين-المرابطون" دوراً بارزاً في الحياة السياسية اللبنانية منذ نشأتها وحتى مرحلة الثمانينات، عندما تم إقصاؤها نتيجة التوازنات والمعادلات السياسية المتلاحقة عقب الغزو الاسرائيلي والاجتياح الذي قام به العدو للبنان، لكنها بقيت بكيانها الاجتماعي والمعنوي حاضرة بشكل واضح. وهي رغم إصرار المسؤولين فيها على عدم حدوث أي تغيير في طروحاتهم السياسية، إلا أن الحركة كمعظم الحركات القومية والاسلامية دخلت في إطار الحوارات والنقاشات والتقييمات والنقد الذاتي والقراءة في التجارب السابقة، على المستوى المحلي المناطقي وعلى المستوى الوطني وعلى الصعيد العربي والقومي.لا يصّر المسؤولون في "المرابطون"على شكليات الحضور السياسي كافتتاح المراكز والمكاتب والانخراط التقليدي في الحياة السياسية، لكنهم في المحطات الأساسية، يصدرون البيانات والتصريحات والمواقف، وبدأوا منذ مدة يشاركون في الأنشطة السياسية والعامة بصفاتهم التنظيمية، وإن كان همّ إعادة البناء التنظيمي يطغى على الحركة الخارجية للمسؤولين في "حركة الناصريين المستقلين".بعد قرار العودة إل العمل العلني، تشكلت لجنة تنظيمية على طول الساحة اللبنانية تحت اسم "هيئة المتابعة" وهي تتولى حالياً دراسة الأوضاع والأحوال التنظيمية وترتيب البيت الداخلي للحركة والتهيئة للانطلاقة الجديدة لها، وهي تعتبر المرجعية التنظيمية الأساسية للحركة.وللإطلال والتعرف على أوضاع "حركة الناصريين المستقلين" كان هذا الحوار مع الحاج أحمد عبد الحفيظ الأيوبي عضو "هيئة المتابعة" في الحركة.وفي هذا الحوار لا نلمس تفاصيل كثيرة عن الملامح المستقبلية، بقدر ما نرى توضيحاً للرؤية إزاء الواقع والتحديات التي تواجهها الساحة اللبنانية والعربية، مع وجود حدة واضحة لدى الحديث عن تعدّد التنظيمات الناصرية والمساعي التي بُذلت لتوحيدها.
الخلفيـــــــــــــــــة التاريخيـــــــــــــــــــــــــة للحركــــــــــــــــــــــــــــة
مؤسس الحركة هو الأخ ابراهيم قليلات. وقد انطلقت في أعمالها عام 1958 من خلال اشتراكها في المقاومة الشعبية التي انطلقت في بيروت ضد المشاريع الاستعمارية وإلى جانب المد القومي الناصري.تلخصت أهداف الحركة في الحرية والاشتراكية والوحدة ومبادئ ثورة 23 يوليو الناصرية التي تمثلت بالقضاء على الاستعمار وأعوانه، في مواجهة تحكم الاقطاع والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، والسعي لإقامة عدالة اجتماعية ومواجهة الاستغلال والاستبداد، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، هذه المبادئ التي نادى بها عبد الناصر، هي نفسها التي وهبت الحركة نفسها من أجل تحقيقها ومتابعتها… بعد نكسة حزيران 1967، وجدت الحركة في الثورة الفلسطينية ضوءاً وأملاً في تحرير الأرض المغتصبة في فلسطين، وأنها ردّ قومي على النكسة، فوقفت "حركة الناصريين المستقلين" إلى جانب الثورة الفلسطينية ودعمتها بوجه العدو الاسرائيلي، وبالطبع عندما قامت الأحداث المؤلمة في لبنان سنة 1975، كان "المرابطون" إلى جانب الخيار القومي العربي وبناء لبنان العربي بوجهه وانتمائه، وشارك "المرابطون" وهم الجناح العسكري للحركة في التصدي للاجتياح الاسرائيلي عام 1982 في الجنوب وبيروت، ولعبوا دوراً هاماً في مواجهة العدو الاسرائيلي إلى درجة أن اتفاق شارون-حبيب تضمن بنداً انكشف لاحقاً وتضمن إخراج سبعة آلاف من "قوات المرابطون" من بيروت مع المقاومة الفلسطينية، وهذا ما لم يستطع لا شارون ولا حبيب تحقيقه.
اطروحات الحركة الفكرية
آمنت "حركة الناصريين المستقلين" منذ بداية نشأتها بالطروحات الوطنية والقومية والاسلامية، وهذه الطروحات لا تزال صالحة حتى اليوم، كما نعتقد، لأنه لا حلّ لأي قطر عربي إلا عن طريق الحل القومي المواجه للخطر الاسرائيلي الذي يهدد الأمة العربية بشكل كامل، وخاصة لبنان وسوريا والبلدان العربية المحيطة بفلسطين المحتلة.وهذه الطروحات صالحة لأن تُطرح على الساحة السياسية اللبنانية، خصوصاً وأنها متعددة الطوائف والمذاهب والتيارات، وهذه الفسيفساء لا يجمعها إلا الحل القومي، الذي تقوده اليوم وفي هذه المرحلة الخطيرة سوريا، ونحن نرى أن الحصار المفروض على لبنان وسوريا والتهديدات الاسرائيلية والأميركية المتواصلة لا بد للتصدي لها من أن يقف الجميع على اختلاف توجهاتهم السياسية إلى جانب الأشقاء السوريين في هذا الصراع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق